أعداء التاريخ ...!
التاريخ عدوي الأول وصديقي الدائم ...لأستطيع أن أنفك عنه ولايمكنني أن أمل منه ... فحالي حال العربي دوما ...يهرب إلى الماضي حينما يفشل ويتطلع إلى المستقبل فقط حينما ينجح ...!!
ذرفت دمعتان أول من أمس ...وهذا سر عدائي للتاريخ متعتي الأبدية ... ولمن يعرفني جيدا يحق له أن لايصدّق أني ذرفتها هذه المرة على "مارجريت تاتشر " التي تفيق في الليل لتقول لابنتها: «نادي لي على شقيقك»، غير متذكرة أنه في أفريقيا... لم تعد تعرف شيئا مما حولها. لم تعد تذكر صوتها الجارح، وهي تقول " لسكارغيل " رئيس نقابات العمل في بريطانيا والذين عطلوا العمل كثيرا لكثرة اضرابهم ... قالت له يومها : اذهب أنت وخمولك إلى الجحيم. نحن نريد بلدا يعمل ويزدهر !!
هزت مارجريت تاتشر بريطانيا من سباتها في نهاية السبعينات ورمت الرجل القميء عن برج بيغ بن ..وقالت للناس : من لا ينتج لا يأكل ... انتهت دولة الخمول !!
ويحزنني حقا أن أقول أن كثيرا من عمال تلك الفترة كانوا من العرب ومنهم جدي الذي قرر أن يحيا آخر ٢٥ عاما من حياته التي لم أره فيها أبدا في مصانع برمنجهام وشيفيلد البريطانية ويموت ويدفن هناك هاربا من جنة الوطن !!
لم تحقق ثاتشر في عشر سنوات المدينة الفاضلة، لكنها حققت اليقظة العارمة. لم تعد تتوسل الانضمام إلى أوروبا التي منع "ديغول " بريطانيا قبل ذلك من دخولها !!
والتي تأبى بريطانيا بفضل تاتشر اليوم دخول وحدتها النقدية ... كل زاوية من بريطانيا الحديثة تتذكر تلك السيدة الشجاعة التي جاءت إلى داونينغ ستريت من منزل بقال في فنشلي فهي ابنت حارة البقالين !!
إنها ببساطة دفعت البريطانيين دفعا الى عصر الانتاج والازدهار !!
استذكر هذا الأمر كله لأني مؤمن أننا بحاجة في واقع أوطاننا الآن ... الى قادة حقيقين .. إلى أشباه من التزموا قضايا أمتهم وجيلهم ومدنهم التي غرقت في طمي الفقر والاضطهاد والطرق المسدودة !! وأي حديث ياسادة عن أن جمال الربيع العربي أنه بلا قائد ... إنما هو وهم ...وغباء لا يضيف لنا الا فصولا جديدة من فصول البكاء !! ...كفاكم الله شر البكاء
تعليقات
إرسال تعليق