عندي حنين !
أبحث دائماً عن باب خلفي أهرب منه باحثاً عن شوق خفي .. وهيام وحنين لا أعلم لمن !
ربما فيروز وضعت ذلك في إناء أكثر بساطة وشجى : " أنا عندي حنين - مابعرف لمين ؟!"
يغمرك حنين دائم إلى السنوات الأولى ربما بالرغم ما فيها من شظف ويأس أو شقاء ... لماذا؟
لأن الضياع أسى و ثمة لحظات غامرة في هذا الضياع الذي يمضي
و لا يستعاد.... فيه لمحات عذبة .. فيه شرايين الطفولة و فيه أشخاص لهم
فقدان عظيم وحضور لا يعوض ... عمر تذره الرياح خلفك وأمامك .. ولا يبقى
مزهراً في حديقة ذاتك سوى راحة البال .. هذا إن كنت محظوظاً وزارتك راحة البال هذه !!
ربما إن أردت لها أن تزورك و أن لاتكون عابساً في وجهها مثلي فلا تفكر في أقرانك و أقران أطفالك من أطفال وشباب العرب الذين لن يكون لهم أمس يتذكرونه....
ربما إن أردت لها أن تزورك و أن لاتكون عابساً في وجهها مثلي فلا تفكر في أقرانك و أقران أطفالك من أطفال وشباب العرب الذين لن يكون لهم أمس يتذكرونه....
في ذوي العشرين المطاردين من مكان إلى مكان ومن دون ذكرى واحدة سعيده يحملونها ....في الاف السوريين الهاربين من جنة الوطن والذين
ابتلعتهم مياه المتوسط بزرقته المخيفة عليهم والمبهجه لغيرهم ... في جيل
اليوم في اليمن .. في بلاد العرب السعيدة زوراً وكذباً ودجلاً و الذي يعيش مثل أجيال العصر الحجري ... في مئات آلاف الشباب والصبايا الذين يعيشون في
الخيام بلا جدران منزل يحنّون إليه ... لا تفكر في الملايين الذين لم يبقى لهم سوى الخوف والخيام ... هدمت أحلامهم وأوطانهم وربيع حياتهم ...
ماعاد لعجائزهم وشيوخهم في خريف العمر من حديقة في منزلهم يسقون شجرها ... ماعاد لهم سوى مدن مدمّرة وقرى مهجّرة ونحيباً وعويلاً
لا موسيقى و لاغناء فيه ولا شعر سوى الرثاء !!
أشعر بعقدة ذنب عميقة كلّما خامرني حنين إلى منزل بسيط من الحجر في جبال شمير لم يعرف يوماً الكهرباء وكان فيه شرفة تطل على وادٍ جميل كان مرتفعاً لا تغمره مياه المطر ولم تنزلق قدماي حوله ذات يوم بوحل وكان له سقف ... !
أشعر بعقدة ذنب عميقة كلّما خامرني حنين إلى منزل بسيط من الحجر في جبال شمير لم يعرف يوماً الكهرباء وكان فيه شرفة تطل على وادٍ جميل كان مرتفعاً لا تغمره مياه المطر ولم تنزلق قدماي حوله ذات يوم بوحل وكان له سقف ... !
تعليقات
إرسال تعليق