البؤساء ...الجدد !

قبل أعوام طلب المدعي العام في بلدة بادالونا البرتغالية السجن عاما ونصف العام لرجل حاول سرقة رغيف .. كتب أديب البرتغال  " جوزيه ساراماغو "  ينصح الرجل بقراءة " البؤساء " لكنه استدرك " لا.. لا.. هذه رواية تُقرأ في سن معيَّنة ..وقبل أن يبلغ المرء مرحلة اللامبالاة " .
ذات الشعور  المخيف  يزورك بعد أن تشاهد رائعة فيكتور هوغو  " البؤساء "   أيقونة الأدب الفرنسي وإحدى روائع الأدب الغربي .. قصة رجل بائس يدعى جان فالجان والذي لا أظن أن الأديب الفرنسي هوغو توقع أن يأتي شخص مثل " ليم نيسن " ليؤدي هذا الدور بمثل هذا الاقتدار ...جان فالجان يضبط وهو يحاول سرقة رغيف فيمضي بقية حياته من زنزانة إلى زنزانة .. وكلما حاول الهرب صدر عليه حكم أقسى ..وكلما تخفى عثر عليه المفتش " جافير"  الذي لا يمثل القانون بقدر ما يمثل الإنسان المريض ..السادي.. والمتمتع بالانتقام الصغير...
بعد أن تعاود قراءة هذه الروايه أو تشاهدها بهذا الاقتدار العالي من الدراما ... تذكر الآن  هذا العالم المتوحش ... اللامبالي ...تذكر البراميل المتفجره وهي تسقط على أحياء حلب وقرى درعا ...تذكر خيام السوريين في ثلوج تركيا والأردن ولبنان ..ياسادة صقيع القلوب المجرمه أفظع بكثير من الطبيعة وبرودة شتائها ... تذكر أوطان تمزق في السودان وليبيا و العراق واليمن ووطن ضائع منذ أكثر من ستين عاما في فلسطين ... تذكر أطفال كثيرين من العرب بلا رغيف وبلا حطب وبلا وطن وبلا أمة ... وعالم بلا أخلاق وبلا ضمير وبلا ذمم وبلا فروسية وبلا رجولة ... عالم تجاوز سن المشاعر والأحاسيس ومخافة الله ...يحيل ملايين البؤساء إلى المؤتمرات والمنظمات.. من الأمم المتحدة إلى الجامعة العربية إلى جنيف واحد أو أثنين وحتى عشره ...يبدو أني أضعت وقتي اليوم ...
تجاوز هذا العالم سن قراءة  أو مشاهدة البؤساء !!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

درب الدموع

عندي حنين !

ياطيور الطايرة !