المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2014

عندي حنين !

صورة
     أبحث دائماً عن باب خلفي أهرب منه باحثاً عن شوق خفي .. وهيام وحنين لا أعلم لمن ! ربما فيروز وضعت ذلك في إناء أكثر بساطة وشجى : " أنا عندي حنين - مابعرف لمين ؟!"         يغمرك حنين دائم إلى السنوات الأولى ربما بالرغم ما فيها من شظف ويأس أو شقاء ... لماذا؟ لأن الضياع أسى و ثمة لحظات غامرة في هذا الضياع الذي يمضي و لا يستعاد.... فيه لمحات عذبة .. فيه شرايين الطفولة و فيه أشخاص لهم فقدان عظيم وحضور لا يعوض ... عمر تذره الرياح خلفك وأمامك .. ولا يبقى مزهراً في حديقة ذاتك سوى راحة البا ل .. هذا إن كنت محظوظاً وزارتك راحة البال هذه !! ربما إن أردت لها أن تزورك و أن لاتكون عابساً في وجهها مثلي فلا تفكر في أقرانك و أقران أطفالك من أطفال وشباب العرب الذين لن يكون لهم أمس يتذكرونه....  في ذوي العشرين المطاردين من مكان إلى مكان ومن دون ذكرى واحدة سعيده يحملونها ....في الاف السوريين الهاربين من جنة الوطن والذين ابتلعتهم مياه المتوسط بزرقته المخيفة عليهم والمبهجه لغيرهم ... في جيل اليوم في اليمن .. في بلاد العرب السع...

صناع الوحدة و صانعي الخراب

أعاد "هلمت كول" توحيد المانيا ثم مضى ... عاد مواطناً عاديا يمارس هواياته في القراءة والرسم وشرب القهوة على شواطىء بحيرات ميونخ وبرلين وبون وفرانكفورت ... وأزعجنا علي عبدالله صالح طيلة عشرين عاما أنه هو لاغيره من أعاد توحيد اليمن ... لم يمض كرئيس كان همه مصلحة شعبه ووطنه .. بل بقي متعلقا بشبق السلطة حتى الموت وربما بعده !! يشرب "جاك شيراك" قهوته متوكئا على عكازة في مقهى "لاباليت" الباريسي ... يقول "سمير عطا لله " أن ابنته تتفاجأ به جالسا معهم في ذلك المقهى بينما لايتفاجأ به ال مواطنون الفرنسيون !! يرونه مواطنا عاديا عمل كموظف حكومي بدرجة عمدة لباريس ثم رئيساً للحكومة ولسنوات رئيساً لواحدة من أعظم دول العالم .. نحن شعوب لاتستطيع أن تفهم هذه البساطة في الأمر مع أننا كما ندعي دائماً نملك الإيمان بما تحت التراب وبما بعده وأن الدوام لله ...لا يستطيع أن يفهم أنصار علي صالح أن ينصحوه أن يقضي أواخر عمره بكتابة صفحتين في كتابة سيرة حياته وعظمته إن استطاع ... أو بالجلوس عند شلالات بني مطر أو الإقامة الدائمة في دار الحجر !!  من يستطيع أن يف...

حينما تخرج العواصم

حينما تخرج العواصم في وداع الزعيم .... تتعطل حركة الهاتف الجوال في ال 18 كانون الأول ديسمبر ٢٠١١ في " براغ " عاصمة التشيك ... لم يبق مواطن إلا وأبلغ عزاءه إلى صديقه أو ابنه أو زوجته. وعلى نحو عفوي تدافع الناس مع باقات الزهر إلى الساحات التاريخية في براغ .. يودعون الرئيس التشيكي السابق فاكسلاف هافل الرجل البسيط والمتواضع الذي كان أول رئيس للبلاد بعد انهيار الشيوعية. كنت قد تعثرت بكتاب في زيارتي الأخيرة للقاهرة يحكي عن قصة "هافل " ... قلت لبعض صحابي : " أتعبني هذا الكتاب !! " ... في اليوم التالي لوفاة فاكسلاف هافل .. جاءوا يودعونه بمئات الآلاف .. يمرون عند نعشه بصمت وحزن .. الأمهات تمسك بأيدي أطفالهن لكي يلقوا النظرة الأخيرة على الكاتب والسجين والرئيس الذي أغلق سجون تشيكيا وملأها بالحدائق والورود والأمل .. ولكن قبل كل شيء .. ملأها تواضعا وبساطة ... لذلك جاء ممثلون من ٨٠ دولة يشاركون التشيكيين في وداعه.! كانت صورته في الخارج أكبر من حجم تشيكيا.. وحده من بين زعماء أوروبا الشرقية اتخذ هذا الحجم بعد سقوط الشيوعية. لم يكن المهم أنه حرر الناس ب...

ياطيور الطايرة !

             منذ نصف قرن بعث مثقف سوري اسمه " نزيه الحكيم " برسالة إلى الأديب الفرنسي " أندريه جِيد" ... يطلب الإذن منه بترجمة كتابه "الباب الضيق" إلى العربية فردَّ أديب فرنسا : " أخشى أن الأبواب والنوافذ لا فائدة منها في بلدانكم " !! بعد نصف قرن ... بإمكانك أن تجد مثيلا لهذا المثقف السوري مشرّداً في المخيمات والأوحال والأوجاع ... لكن هذه المرة لن تعرف له اسماً. ... !! ولن تعرف له وطنا سوى شوادر تركيا والأردن ولبنان وقوارب الموت نحو أقاصي الشرق وجنان الشمال .. فالعصافير لم تعد تأمن المرور فوق ذاك الوطن الجميل حتى في طريق الهجرة ...  فحتى الطيور كما قالت لي يوما إحداهن وأنا أتمتم بكلمات شاعر العراق الجميل زهير الدجيلي " يا طيور الطائرة مري بهلي .... يا شمسنا الدايرة ضوي لهلي !! ...  " لا تتعب نفسك ... فالطيور لاتقوى على الطيران فوق المنازل الحزينة مثل عرائش الخريف !!" ايه ...ايه  ياسوريه ... يا كل هذا الألم  !

على مقعد الطائرة

         على مقعد الطائرة .. شدني ذلك الرجل العجوز البسيط وهو يحنو على زوجه التي بجانبه ويصبرها وهي تبكي على شيء لا أعلمه ... حاولت وأنا العربي الذي يقتلني الفضول أن أعرف سر هذا الألم الذي يفيض منهما لكني خجلت ..!   بعد أن أقلعت الطائرة ولطول المسافة نامت زوجته وهوما يزال مستيقظاً .. أدرك أني أنظر اليه .. حيّاني بابتسامة كسرت حاجز الخجل مني ...رددت عليه التحية .. بل قمت وغيّرت مقعدي مؤقتا الى مقعد بجواره ...قلت له من اين أنت ياعم ؟        قال لي من قلب أرض عريقة في الكآبة والحرمان، مبطنة بالشعر والتاريخ ... من العراق ... قلت في نفسي آه ...!!   لقد اختصرت علي السؤال ياعم ... قال لي مثلي على الطائرة كثير .. لم أكن أعلم ان هذه الطائرة التي تقلنا إلى هولندا قادمة من بغداد ومن ثم ستقلنا وتكمل سيرها الى امستردام .. أخبرني أنه راحل الى هولندا ليعيش هو وزوجته عند ابنه الذي يقيم كلاجئ هناك ...راحل بعد أن فقد في العراق ابنته وزوجها وأبناءهما..وفقد كذلك أخاً له ...هو حزين هو وزوجه أنهما لن يموت...