أولياء الشرق البعيد !
مالذي يمكن أن ينتابك بعد قراءتك للكتاب الجميل والجميل جداً " أولياء الشرق البعيد " سوى الصدمة !!
والصدمة هنا ليست لجمال الكتاب بقدر روعة الأديب والكاتب الذي أبدع كثيرا في تأليفه وسرد جمله وسطوره ... الأمر الذي جعلني أعيد قراءة اسمه حتى أتحقق من أنه فعلا هو " بشار الجعفري " مندوب سوريا الدائم في مجلس الأمن !!!
ومن السهل أن تبحث عن سيرة بشار الجعفري لتجدها سيرة مثقف وكاتب وأديب وقارئ جيد للتاريخ ويتحدث خمس لغات بطلاقة أهلها ... الأمر ذاته كنت أقرؤه منذ يومين عن " ناجي صبري الحديثي " السفير ووزير الاعلام وآخر وزراء خارجية العراق قبل الغزو البربري على العراق ...
وربما لو بحثنا قليلا لو جدنا العشرات وقد يكونون بالمئات من هؤلاء المثقفين الذين أصبحوا موظفين عند جلادي شعوبهم ....
فالحقيقة التي تقف أمامي أينما ذهبت ومهما حاولت البعد عنها ... أن العربي محصن ضد العلم مستفرح بثقافة المقاهي مستمتع بحضارة الموت كاره حضارة الحياة !!
ولا يحاول أن يقنعني أحد أو أن يقول لي أن هؤلاء المثقفين إنما فعلوا ذلك من أجل المال ... سأقول له كلا لا تتعب نفسك ... فناجي صبري وهو وزير خارجية وقبلها سفير لبلاده في لندن وفينا كان معدما الى الحد الذي أراد في احدى زياراته الى الأمم المتحدة أن يشتري لأولاده هدايا من نيويورك فيسأل " محمد الدوري مندوب العراق في مجلس الأمن " عن متجر رخيص يبيع الهدايا .. فكان ان اشترى هداياه ... أغلاها ب ١٤ دولارا !!
لسنا محظوظين نحن العرب بمثقفين وعلماء يقيسون أخطار الركود الذي نعيش فيه بالفواصل ويهلعون أمام تدني نسبة النمو ...ويجزعون إذا تخطت نسبة البطالة الرقم الواحد إلى الرقمين .... كما لسنا محظوظين دائماً حتى بعد ثوراتنا برؤساء يسقطون عن الحكم إذا كذبوا على الناس ....
نحن في غالبنا مبتلون فقط بمثقفين لا ينصحون حكامهم ولا يعطون شعوبهم سوى الخطب والمطولات ... مثقفين وياللأسف يصفقون لاستخدام الدبابات والصواريخ في مواجهة أهلهم وشعوبهم ... مثقفين ويا ألمي .. يتحدثون عن الحرب الأهلية كأنما يتحدثون مثلي عن الملل في عطلة نهاية الأسبوع !!!!!
تعليقات
إرسال تعليق