المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2016

أعداء التاريخ ...!

التاريخ عدوي الأول وصديقي الدائم ...لأستطيع أن أنفك عنه ولايمكنني أن أمل منه ... فحالي حال العربي دوما  ...يهرب إلى الماضي حينما يفشل ويتطلع إلى المستقبل فقط حينما ينجح ...!! ذرفت دمعتان أول من أمس ...وهذا سر عدائي للتاريخ متعتي الأبدية ... ولمن يعرفني جيدا يحق له أن لايصدّق أني ذرفتها هذه المرة على "مارجريت تاتشر " التي تفيق في الليل لتقول لابنتها: «نادي لي على شقيقك»، غير متذكرة أنه في أفريقيا... لم تعد تعرف شيئا مما حولها. لم تعد تذكر صوتها الجارح، وهي تقول " لسكارغيل " رئيس نقابات العمل في بريطانيا والذين عطلوا العمل كثيرا لكثرة اضرابهم ... قالت له يومها : اذهب أنت وخمولك إلى الجحيم. نحن نريد بلدا يعمل ويزدهر !! هزت مارجريت تاتشر بريطانيا من سباتها في نهاية السبعينات  ورمت الرجل القميء عن برج بيغ بن ..وقالت للناس : من لا ينتج لا يأكل ... انتهت دولة الخمول !! ويحزنني حقا  أن أقول  أن كثيرا من عمال تلك الفترة كانوا من العرب ومنهم جدي الذي قرر أن يحيا آخر ٢٥ عاما من حياته التي لم أره فيها أبدا في مصانع برمنجهام وشيفيلد البريطانية ويموت ويدفن هناك هاربا من جنة الوطن...

البؤساء ...الجدد !

قبل أعوام طلب المدعي العام في بلدة بادالونا البرتغالية السجن عاما ونصف العام لرجل حاول سرقة رغيف .. كتب أديب البرتغال  " جوزيه ساراماغو "  ينصح الرجل بقراءة " البؤساء " لكنه استدرك " لا.. لا.. هذه رواية تُقرأ في سن معيَّنة ..وقبل أن يبلغ المرء مرحلة اللامبالاة " . ذات الشعور  المخيف  يزورك بعد أن تشاهد رائعة فيكتور هوغو  " البؤساء "   أيقونة الأدب الفرنسي وإحدى روائع الأدب الغربي .. قصة رجل بائس يدعى جان فالجان والذي لا أظن أن الأديب الفرنسي هوغو توقع أن يأتي شخص مثل " ليم نيسن " ليؤدي هذا الدور بمثل هذا الاقتدار ...جان فالجان يضبط وهو يحاول سرقة رغيف فيمضي بقية حياته من زنزانة إلى زنزانة .. وكلما حاول الهرب صدر عليه حكم أقسى ..وكلما تخفى عثر عليه المفتش " جافير"  الذي لا يمثل القانون بقدر ما يمثل الإنسان المريض ..السادي.. والمتمتع بالانتقام الصغير... بعد أن تعاود قراءة هذه الروايه أو تشاهدها بهذا الاقتدار العالي من الدراما ... تذكر الآن  هذا العالم المتوحش ... اللامبالي ...تذكر البراميل المتفجره وهي تسقط على أحياء حلب وقرى در...

فيض الأحلام

في العشرين تكون الأحلام فيضك .. في السنين التي تليها تصبح بقاياك ...ولدت حالماً وأعتقدت خطأ أن الهروب إلى الحلم الجميل أرقى من ملازمة الحقيقة غير الجميلة . حلمت بالسفر وراء المدن والتاريخ والحكايات وتيه الحدائق العامة وضفاف الأنهر أينما كانت ...المهم أن ينسيك فندق هادئ على ضفة النهر الحنين الى الوطن .. لا تحاكي على شرفاته سوى الصمت والعزلة والطيور العائدة  ..." أركب آلاف القطارات .. حقيبة واحدة أحملها فيها عناوين حبيباتي ، فنادق العالم لا تعرفني ولاعناوين حبيباتي ، لا رصيف لي أقصده في كل رحلاتي أرصفتي جميعها هاربة ....هاربة مني محطاتي " كما قال نزار في قطار الحزن الذي امتطاه و وقعت أنا في غرامه فعشقت عالم القطارات الهادئ ... ترى كل ماتمر به من بيوت وشوارع  وأضواء ناعسه و سهول وحقول ترى وجوه الناس وتعدد البشر و الطباع والطبقات ....  و عندما تترجل منها إلى اليابسة يودعك رفاق الطريق المكملون رحلتهم بدفء ومحبة ويظلون يلوحون لك وأنت تجرجر حقيبتك على رصيف المحطة .. لاهم يعرفون إلى أي حياة تمضي ولا أنت تعرف لماذا تنتهي القصص الجميلة بهذه السرعة  ! ربما شكل طردي من أول محاضر...