رهبان الشرق
كان
الشاعر الفلسطيني فؤاد حداد يقول إنه كمسيحي عربي يشعر بأن ثلاثة ارباعه
مسلم .. فالمسيحي العربي متشرب بالتراث الاسلامي الذي يعتبره تراثه ويشعر
به في معظم جوانب حياته.
كان هذا الكلام يتوافق حتى عهد قريب مع رأي معظم مسيحيي المشرق ... يذكرني بالحوار الذي ساقه صديق يصف كيف أنه شاهد سيدة مسيحية عراقية في حالة عصبية .. دخلت في مشادة مع نفر من الانجليز هاجموا الدين الاسلامي وحملوه مسؤولية العنف والارهاب ووصفوه بالجمود والتخلف .. انبرت لهم ترد عليهم وتدافع عن الاسلام .. وكأنه دينها الذي فطرت عليه وتعيش بسننه .. قيل لها وانت مالك تدافعين عن دين غيرك؟ دعي المسلمين يدافعون عن اسلامهم .. قالت: لا. هؤلاء الكلاب الانجليز يهاجموننا بحجة الاسلام .. الاسلام تراثنا ... من يهاجمه يهاجم كل العرب. !!
ماذا الآن ... ماهو واقع حال أولئك المسيحيين الذين عاشوا بين ظهراني المسلمين قرونا طويلة ينعمون بإخائهم و عدلهم ولكم أن تتخيلوا أن القبائل العربية حتى ماقبل الإسلام كانت تحمي أديرة الرهبان و تشملهم بأمنها وحمايتها .. تكتب مجلة «نيو ستيتسمان» البريطانية مؤخرا مقالة ضافية أشارت فيها إلى نزوح المسيحيين من العالم العربي وذكرت بكثير من الألم والتشاؤم احتمال اختفاء المسيحية كلياً من الشرق الأوسط خلال سنين معدودة !!
سيكون خروجهم نكبة بالنسبة لنا نحن المسلمين ... مساهمات المسيحيين في تراثنا وفي نهضتنا الأدبية والفكرية الحديثة لا يمكن أن تحصر الكثير من شعرائنا المعاصرين كانوا من أبنائهم ...
ورحمة الله على تلك الأيام التي رحل فيها المسيحيون العرب من أمثال ميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي و جبران خليل جبران إلى الغرب وتزودوا وتعلموا وعاد بعضهم ليعلمونا ويغنوا حضارتنا المعاصرة وغدا أبناؤهم اليوم يرحلون هروباً وخوفا منا ليغنوا الغربيين بما تزودوا وتعلموا .. ولا يبقى منهم في أيدينا غير ذكراهم ... ربما سنندم على خروجهم ورحيلهم .. ندم ذلك العربي الذي عشق. تلك النصرانية في بغداد ... ثم مالبث أن فجع برحيلها وقومها فأنشد وقد صابه مس من الجنون شوقاً و حزناً ...
لما علمت بأن القوم قد رحلوا
وراهب الدير بالناقوس منشغلُ
شبكت عشري على رأس وقلت له
يا راهب الدير هل مرّت بك الأبلُ
يا راهب الدير بالإنجيل تخبرني
عن البدور اللواتي ها هنا نزلوا
فحنّ لي وشكى وأنّ لي وبكى
وقال لي يا فتى ضاقت بك الحيلُ
إن البدور اللواتي جئت تطلبها
بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا
يا حادي العيس عرِّجْ كي أودعهم
يا حادي العيس في ترحالك الأجلُ
ليت المطايا التي سارت بهم ضلعت
يوم الرحيل فلا يبقى لهم جملُ !!
كان هذا الكلام يتوافق حتى عهد قريب مع رأي معظم مسيحيي المشرق ... يذكرني بالحوار الذي ساقه صديق يصف كيف أنه شاهد سيدة مسيحية عراقية في حالة عصبية .. دخلت في مشادة مع نفر من الانجليز هاجموا الدين الاسلامي وحملوه مسؤولية العنف والارهاب ووصفوه بالجمود والتخلف .. انبرت لهم ترد عليهم وتدافع عن الاسلام .. وكأنه دينها الذي فطرت عليه وتعيش بسننه .. قيل لها وانت مالك تدافعين عن دين غيرك؟ دعي المسلمين يدافعون عن اسلامهم .. قالت: لا. هؤلاء الكلاب الانجليز يهاجموننا بحجة الاسلام .. الاسلام تراثنا ... من يهاجمه يهاجم كل العرب. !!
ماذا الآن ... ماهو واقع حال أولئك المسيحيين الذين عاشوا بين ظهراني المسلمين قرونا طويلة ينعمون بإخائهم و عدلهم ولكم أن تتخيلوا أن القبائل العربية حتى ماقبل الإسلام كانت تحمي أديرة الرهبان و تشملهم بأمنها وحمايتها .. تكتب مجلة «نيو ستيتسمان» البريطانية مؤخرا مقالة ضافية أشارت فيها إلى نزوح المسيحيين من العالم العربي وذكرت بكثير من الألم والتشاؤم احتمال اختفاء المسيحية كلياً من الشرق الأوسط خلال سنين معدودة !!
سيكون خروجهم نكبة بالنسبة لنا نحن المسلمين ... مساهمات المسيحيين في تراثنا وفي نهضتنا الأدبية والفكرية الحديثة لا يمكن أن تحصر الكثير من شعرائنا المعاصرين كانوا من أبنائهم ...
ورحمة الله على تلك الأيام التي رحل فيها المسيحيون العرب من أمثال ميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي و جبران خليل جبران إلى الغرب وتزودوا وتعلموا وعاد بعضهم ليعلمونا ويغنوا حضارتنا المعاصرة وغدا أبناؤهم اليوم يرحلون هروباً وخوفا منا ليغنوا الغربيين بما تزودوا وتعلموا .. ولا يبقى منهم في أيدينا غير ذكراهم ... ربما سنندم على خروجهم ورحيلهم .. ندم ذلك العربي الذي عشق. تلك النصرانية في بغداد ... ثم مالبث أن فجع برحيلها وقومها فأنشد وقد صابه مس من الجنون شوقاً و حزناً ...
لما علمت بأن القوم قد رحلوا
وراهب الدير بالناقوس منشغلُ
شبكت عشري على رأس وقلت له
يا راهب الدير هل مرّت بك الأبلُ
يا راهب الدير بالإنجيل تخبرني
عن البدور اللواتي ها هنا نزلوا
فحنّ لي وشكى وأنّ لي وبكى
وقال لي يا فتى ضاقت بك الحيلُ
إن البدور اللواتي جئت تطلبها
بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا
يا حادي العيس عرِّجْ كي أودعهم
يا حادي العيس في ترحالك الأجلُ
ليت المطايا التي سارت بهم ضلعت
يوم الرحيل فلا يبقى لهم جملُ !!
تعليقات
إرسال تعليق