اوطان الهروب
من يهتم لخبر تداولته وسائل إعلام عن غرق قارب محمل بما يزيد عن سبعين شخصا من أثيوبيا والصومال قبالة السواحل اليمنية ؟!
ماذا كان يبحث عنه أولئك البؤساء في بلاد المصائب الثلاث ... هل للحاق بذويهم الذين بات عددهم أكثر من مليون ونصف في بلاد السعادة الكاذبة .. ربما كان مخيم خرز للاجئين في جنوب اليمن أقدم تلك المخيمات وأكبرها وربما كثير من العرب لا يعرف ما قدمه اليمن البلد الفقير من مساعدات قدر ما يستطيع لتلك الأعداد الكبيرة رغم حاجته للمساعدة دون من ولا أذى على الأقل ليس بقدر المن والأذى الذي تقدمه حكومة لبنان لمن آووهم وأطعموهم سابقاً في حرب تموز من السوريين ...
ثم لماذا يهرب الإنسان من وطنه ؟! لماذا يجازف بحياته ويمخر عباب البحر ويعبر أهوال البر حتى يكون عند أبعد نقطة آمنة من ذلك الوطن !!
كم تعتقد هو عدد العرب الذين يحلمون بترك أوطانهم لأسباب معيشية أو أمنية أو سياسية ... أو لها علاقة بكرامة الذات ؟ كم عدد الذين حاولوا ولم يفلحوا ... لا تحاول أن تحزر... فسوف تفيق ولا تَلقى أحداً ...
لم تُعط الدولة العربية مواطنها ما يمكن أن يتعلّق به وما يحبه . كانت تهترئ وتصدأ أمامه فيما تفرض عليه الأناشيد المملّة أن يغنّي المجد والنجاح . سلَبت المواطن حريته باسم قوميته فإذا لا حرية ولا قومية ولا أمل.
الكهرباء والمياه لا تحتاج إلى وطن بل إلى شيء من الدولة ... لكن المواطن لم يحصل لا على وطن ولا على دولة فارتضى أن يعيش في المخيمات وافتراش أوطان الآخرين و التحاف السماء والسباحة مع هوام البحر والتنقل بين المنافي و بلاد الشتات ..
لا تستغرب كثيراً إذا علمت أننا أكبر من يستهلك أقمشة وأوتاد الخيام !!
ربما هو قدر العربي أن يتنقل مابين خيام الصحراء إلى خيام الوحل وإلى أوطان مليئة بالمخيمات والفزع بعد أن كان يمني نفسه ببلاد السمن والعسل والمن والسلوى !!
لك أن تتأمل في تلك المخيمات ذلك الشيخ العجوز الذي لم يستطع العثور على طبيب ... والطفلة التي تركت لعبتها في فناء منزلها واليوم يهمسون في أذنها لعلها تفهم أن لا أوقات لتوزيع الألعاب في المخيمات ... بالكاد شيء من الطعام والأدوية وإذا كنا محظوظين يابنية فسنحصل عى حذاء يقاوم الوحل !!
اعتدنا المخيمات كعرب وباتت جزء من التاريخ والجغرافيا الخاصة بنا ...عشرات من المخيمات معظمها كان للفلسطينيين الذين منوهم بالعودة كذباً فقالوا لهم عائدون وصدقهم الكثيرون ... لم نقوى طيلة سنين طويلة منذ الخمسينات والستينات على حل مشكلات المخيمات وسط مجتمعاتنا و وصل حال بعض الأنظمة الى وصم قاطني تلك المخيمات بالإرهاب
كل قضية عربية تدخل المخيم ثم لا تعود تخرج منه ... وسرعان ما تتحول المخيمات إلى وطن بديل للوطن وأرض بديلة للأرض !!
سوف يقول لك أحدهم : لايجوز أن تستمر في جلد الذات و كسر المعنويات ... !
أي ذات ؟! ... قولوا ذلك للمواطن العربي الذي تم تشريده في البحار والصحاري والبراري ....وتمرغت أقدام أطفاله حافية في وحول المخيمات !!
ماذا كان يبحث عنه أولئك البؤساء في بلاد المصائب الثلاث ... هل للحاق بذويهم الذين بات عددهم أكثر من مليون ونصف في بلاد السعادة الكاذبة .. ربما كان مخيم خرز للاجئين في جنوب اليمن أقدم تلك المخيمات وأكبرها وربما كثير من العرب لا يعرف ما قدمه اليمن البلد الفقير من مساعدات قدر ما يستطيع لتلك الأعداد الكبيرة رغم حاجته للمساعدة دون من ولا أذى على الأقل ليس بقدر المن والأذى الذي تقدمه حكومة لبنان لمن آووهم وأطعموهم سابقاً في حرب تموز من السوريين ...
ثم لماذا يهرب الإنسان من وطنه ؟! لماذا يجازف بحياته ويمخر عباب البحر ويعبر أهوال البر حتى يكون عند أبعد نقطة آمنة من ذلك الوطن !!
كم تعتقد هو عدد العرب الذين يحلمون بترك أوطانهم لأسباب معيشية أو أمنية أو سياسية ... أو لها علاقة بكرامة الذات ؟ كم عدد الذين حاولوا ولم يفلحوا ... لا تحاول أن تحزر... فسوف تفيق ولا تَلقى أحداً ...
لم تُعط الدولة العربية مواطنها ما يمكن أن يتعلّق به وما يحبه . كانت تهترئ وتصدأ أمامه فيما تفرض عليه الأناشيد المملّة أن يغنّي المجد والنجاح . سلَبت المواطن حريته باسم قوميته فإذا لا حرية ولا قومية ولا أمل.
الكهرباء والمياه لا تحتاج إلى وطن بل إلى شيء من الدولة ... لكن المواطن لم يحصل لا على وطن ولا على دولة فارتضى أن يعيش في المخيمات وافتراش أوطان الآخرين و التحاف السماء والسباحة مع هوام البحر والتنقل بين المنافي و بلاد الشتات ..
لا تستغرب كثيراً إذا علمت أننا أكبر من يستهلك أقمشة وأوتاد الخيام !!
ربما هو قدر العربي أن يتنقل مابين خيام الصحراء إلى خيام الوحل وإلى أوطان مليئة بالمخيمات والفزع بعد أن كان يمني نفسه ببلاد السمن والعسل والمن والسلوى !!
لك أن تتأمل في تلك المخيمات ذلك الشيخ العجوز الذي لم يستطع العثور على طبيب ... والطفلة التي تركت لعبتها في فناء منزلها واليوم يهمسون في أذنها لعلها تفهم أن لا أوقات لتوزيع الألعاب في المخيمات ... بالكاد شيء من الطعام والأدوية وإذا كنا محظوظين يابنية فسنحصل عى حذاء يقاوم الوحل !!
اعتدنا المخيمات كعرب وباتت جزء من التاريخ والجغرافيا الخاصة بنا ...عشرات من المخيمات معظمها كان للفلسطينيين الذين منوهم بالعودة كذباً فقالوا لهم عائدون وصدقهم الكثيرون ... لم نقوى طيلة سنين طويلة منذ الخمسينات والستينات على حل مشكلات المخيمات وسط مجتمعاتنا و وصل حال بعض الأنظمة الى وصم قاطني تلك المخيمات بالإرهاب
كل قضية عربية تدخل المخيم ثم لا تعود تخرج منه ... وسرعان ما تتحول المخيمات إلى وطن بديل للوطن وأرض بديلة للأرض !!
سوف يقول لك أحدهم : لايجوز أن تستمر في جلد الذات و كسر المعنويات ... !
أي ذات ؟! ... قولوا ذلك للمواطن العربي الذي تم تشريده في البحار والصحاري والبراري ....وتمرغت أقدام أطفاله حافية في وحول المخيمات !!
تعليقات
إرسال تعليق